انا و لينين الرملي
لن اتحدث عن الكاتب لينين الرملي كمبدع اثري المسرح بإبداعه الذي اثر كثيرا علي اتجاهات تفكيرجيل كامل فقد كتب عنه الالاف من المقالات غير الكتب النقدية حتي انا كان مشروع تخرجي من اكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2007 كان مشروع تخرجي عن مسرح لينين الرملي واتذكر انني عانيت الكثير من اجل هذا المشروع حيث رفض في البداية ان يكون مشروع التخرج عن مبدع علي قيد الحياة وبعد الكثير من العند الذي ادفعني ان اعيد عام دراسي من اجله دون ندم علي هذا العام الذي استفدت فيه كثيرا بل كان البوابة الرئيسية لدخول عالم لينين الرملي الخاص تلك البوابة التي غيرت حياتي ورتبت افكاري وثقفتني وغيرت مكانتي في نظري ونظر من حولي انها بوابة لينين الرملي
لم يكن يعرفني بالطبع معرفة شخصية ولكني كنت احفظ تفاصيله من كتابته وظنت ان الوصول اليه من رابع المستحيلات حتي ان صغر سني لن يمنحني الفرصة للتحدث معه كان حلمي كبير ان اراه واضيع من وقته في لقاءات حتي يمنحني كل المعلومات التي تفيدني في مشروع تخرجي التي تمنيت ان يكون مختلف ومتطور
تحول الحلم الي حقيقي امر واقع وبكل سهولة التي ترجع الي بساطة هذا الانسان وسلاسته في التعامل … بمجرد ان عرفته بنفسي وبرغبتي رحب وشجع وساعد ومن هنا كانت البداية
كان اللقاء بسيط وهادئ واتذكر مشاعري التي كانت مبهورة بوجودي معه حدد لي وقت في مكتبه وكانت الخطة ان يتحدث وانا اكتب ولكنه اشفق علي لآلام اصابعي وضياع الوقت فأهداني مسجل حتي يسهل علي مهمتي العزيزة وكنت سريعة الكلام وهو علي وجهه ابتسامه لفهمه ما يدور في عقلي الان من توتر لأنني في حضرة كاتب احبه ولم اكن اعلم انني سوف احبه علي المستوي الشخصي لأنني أخاف جدا من الاقتراب من المشاهير المحبوبين الي قلبي خوفا ان اخسر مكانتهم في قلبي اذا كسرت الشخصية ما رسمته في خيالي عنهم ولكنه طورها وجعلني احبه اكثر وأتأثر به اكثر فاكثر
واكتشفت ان هذا الفنان ابداعه ما هو الا كسره من هذا العالم كان يحكي لي انه اثناء دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية اكتشف اختلافه ورؤيته للحياة حتي من حوله تعامل مع هذا الاختلاف بحرس شديد لأنه الطالب المثقف الذي يعتمد عليه زملاءه في الدفعة وذكر ان فكرة ان يكون كاتب مشهور كان بالنسبة له قرار كتبه علي ورقة كبيرة وكتب قررت ان أكون كاتب مشهور
لينين الرملي - 18 أغسطس 1945 - 7 فبراير 2020
ومن هنا بدء لينين الرملي ان يكتب في الصخر اسمه ككاتب يعيش لأجيال وأجيال , انتهت مهمة المشروع في وقت قصير نظرا لاهتمامه بمساعدتي رغم انه لم يفرق معه وجود هذا المشروع من عدمه فهو شخص واثق في ذاته وابداعاته لكنه احب اصراري ومحاربتي من اجله واخبرني انني املك جزء من شخصيته رغم صغر سني وان عنادي وانا احكي له ذكره بأيام المعافرة وطلب مني الاستمرار في هذا العند الفني لأنه هو السلم الوحيد للوصول اذا رغبت فيه .. اخبرني ان الحياة ليست وردية ولكنها في نفس الوقت سهلة المنال وان الفارق الوحيد في الوصول هو ان اقرر فاكتب قراري ثم اراه في خيالي لأفتح له أبواب التحقق وكان يجعنلي احلم باي شيء ولو بسيط ثم اقرر واكتبه امامي واصدقه وبالفعل كان يتحقق انها النظرية التي تتحدث حاليا عن انجذاب الطاقة لأحلامنا ولكنه كان يعلمها لي عمليا وليس كلام نظريا
بدء تفكيري يتغير أو بالمعني الاصح يترتب من خلال جلساته وحواراته مع كتاب ونجوم كبار في المجتمع كان الصوت عالي يعارض ويتعارض واذا انفعل يقف واذا فكر يصمت واذا لم يعجبه الحوار يشعل سيجارة ويضحك ضحكة ساخرة وفي كل جلسه عقلي يخبرني انه سوف يخسر هؤلاء العظماء ولكن في النهاية اري التقدير والحب وتحديد موعد جديد معه, جلست مع كتاب وفنانين وسياسيين ورجال اعمال والجميع كان يشفق علي راسي التي تمتلئ بكل هذه الثقافات والأفكار المتضاربة ويخبروني ان عقلي الباطن اصبح شريط سينمائي يحمل احداث واقعية وحقيقة من السبعينات الي القرن الحادي والعشرين
وفي الحقيقة لم اركز ابدا في هذه الآراء بل تركت عقلي ان يتحول الي إسفنجة وان يمتص كل هذه التناقضات الثقافية حتي أصبحت مثقفه من خلالهم فهم الكتب التي قرؤها وحللوها ونقدوها بل وقدموا لي الخلاصة
كنت اظن ان باب حياة لينين الرملي سوف يغلق بمجرد غلق المشروع ولكنه لم يغلق ظل مفتوحا حتي مماته
بدء تفكيري يتغير أو بالمعني الاصح يترتب من خلال جلساته وحواراته مع كتاب ونجوم كبار في المجتمع كان الصوت عالي يعارض ويتعارض واذا انفعل يقف واذا فكر يصمت واذا لم يعجبه الحوار يشعل سيجارة ويضحك ضحكة ساخرة وفي كل جلسه عقلي يخبرني انه سوف يخسر هؤلاء العظماء ولكن في النهاية اري التقدير والحب وتحديد موعد جديد معه, جلست مع كتاب وفنانين وسياسيين ورجال اعمال والجميع كان يشفق علي راسي التي تمتلئ بكل هذه الثقافات والأفكار المتضاربة ويخبروني ان عقلي الباطن اصبح شريط سينمائي يحمل احداث واقعية وحقيقة من السبعينات الي القرن الحادي والعشرين
وفي الحقيقة لم اركز ابدا في هذه الآراء بل تركت عقلي ان يتحول الي إسفنجة وان يمتص كل هذه التناقضات الثقافية حتي أصبحت مثقفه من خلالهم فهم الكتب التي قرؤها وحللوها ونقدوها بل وقدموا لي الخلاصة
أصبحت اهتماماتي مختلفة حتي ذهابي الي المكتبة لشراء كتاب اصبح نوع الكتاب مختلف من رواية رومانسية الي كتابات عن الملك فاروق ومصر القديمة حتي شخصيتي لم اعد الفتاة التي تتحدث مع صديقتها عن توافه الحياة وفقا لمرحلتنا السنية
وبدء الباب الثاني يفتح لي هو باب المسرح الفعلي والعملي ورايته هذه المرة كمخرج بل وادخلني كممثلة وبعد وقت أصبحت مساعدته في الإخراج وهو اول من علمني الوقوف علي خشبة المسرح كمساعد مخرج وعلمني كيف اقسم الصفحة وكيف اكتب الحركة وكيف اصنع علامات أتذكر بها توافق الحركة مع الكلمات كان حين يرسم الخطوة للممثل يذكر سببه حتي يربطها بالمنطق فالمنطق هو المحرك الوحيد لكل احداث لينين الرملي
نعم فلقد ورثت منه الإصرار والعند ومن حقي ان ارث لأنه ابويا الذي تبناني فكريا وانسانيا ورثني ان افتح زوايا الرؤية حتي استطيع ان أعيش بلا امراض علمني ان اخلق مبرر حتي لو لم يكن حقيقي لمن حولي حتي تستمر الحياة في حالة غلاوتهم علمني ان أكون جبروت ولكن في الحق فقط فحب من حولي كنز اغلي من كل كنوز
كل هذه الكتب والاجيال والاحداث التي مر بها عقل لينين الرملي كل المراحل التي طورت وبدلت تفكيره وكونت عقله ضاعت حينما زاره الزهايمر هذا الملعون الذي دمر اعظم الكتاب لكنه ترك اطيب واحن انسان فقط مسح الزهايمر كل ماضي لينين الرملي وترك لي طفل برئ متسامح لا يفكر في شيء يضحك طوال الوقت يستشعر بالنسيم والهواء العليل ودفئ حرارة الشمس .. يستمتع بتذوق الطعام والطبيعة الخلابة فالأطفال لا يقدرون أزمات الحياة ولا يستوعبون السياسة والحروب والصراعات… ولا جحود البشر ولا رغباتهم حتي انا ابنته التي رباها كان عندما تسقط عينه علي عيني يبتسم ويسالني ” وانتي كويسه دلوقتي ” دون ان يذكر اسمي
رحمة الله علي من علمني الفن والحياة — نجوي ابراهيم
Yes, Art Factory Media – AFM Produce 3D Animations Videos
انا و لينين الرملي
لن اتحدث عن الكاتب لينين الرملي كمبدع اثري المسرح بإبداعه الذي اثر كثيرا علي اتجاهات تفكيرجيل كامل فقد كتب عنه الالاف من المقالات غير الكتب النقدية حتي انا كان مشروع تخرجي من اكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2007 كان مشروع تخرجي عن مسرح لينين الرملي واتذكر انني عانيت الكثير من اجل هذا المشروع حيث رفض في البداية ان يكون مشروع التخرج عن مبدع علي قيد الحياة وبعد الكثير من العند الذي ادفعني ان اعيد عام دراسي من اجله دون ندم علي هذا العام الذي استفدت فيه كثيرا بل كان البوابة الرئيسية لدخول عالم لينين الرملي الخاص تلك البوابة التي غيرت حياتي ورتبت افكاري وثقفتني وغيرت مكانتي في نظري ونظر من حولي انها بوابة لينين الرملي
لم يكن يعرفني بالطبع معرفة شخصية ولكني كنت احفظ تفاصيله من كتابته وظنت ان الوصول اليه من رابع المستحيلات حتي ان صغر سني لن يمنحني الفرصة للتحدث معه كان حلمي كبير ان اراه واضيع من وقته في لقاءات حتي يمنحني كل المعلومات التي تفيدني في مشروع تخرجي التي تمنيت ان يكون مختلف ومتطور
تحول الحلم الي حقيقي امر واقع وبكل سهولة التي ترجع الي بساطة هذا الانسان وسلاسته في التعامل … بمجرد ان عرفته بنفسي وبرغبتي رحب وشجع وساعد ومن هنا كانت البداية
كان اللقاء بسيط وهادئ واتذكر مشاعري التي كانت مبهورة بوجودي معه حدد لي وقت في مكتبه وكانت الخطة ان يتحدث وانا اكتب ولكنه اشفق علي لآلام اصابعي وضياع الوقت فأهداني مسجل حتي يسهل علي مهمتي العزيزة وكنت سريعة الكلام وهو علي وجهه ابتسامه لفهمه ما يدور في عقلي الان من توتر لأنني في حضرة كاتب احبه ولم اكن اعلم انني سوف احبه علي المستوي الشخصي لأنني أخاف جدا من الاقتراب من المشاهير المحبوبين الي قلبي خوفا ان اخسر مكانتهم في قلبي اذا كسرت الشخصية ما رسمته في خيالي عنهم ولكنه طورها وجعلني احبه اكثر وأتأثر به اكثر فاكثر
واكتشفت ان هذا الفنان ابداعه ما هو الا كسره من هذا العالم كان يحكي لي انه اثناء دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية اكتشف اختلافه ورؤيته للحياة حتي من حوله تعامل مع هذا الاختلاف بحرس شديد لأنه الطالب المثقف الذي يعتمد عليه زملاءه في الدفعة وذكر ان فكرة ان يكون كاتب مشهور كان بالنسبة له قرار كتبه علي ورقة كبيرة وكتب قررت ان أكون كاتب مشهور
لينين الرملي – 18 أغسطس 1945 – 7 فبراير 2020
لينين الرملى
ومن هنا بدء لينين الرملي ان يكتب في الصخر اسمه ككاتب يعيش لأجيال وأجيال, انتهت مهمة المشروع في وقت قصير نظرا لاهتمامه بمساعدتي رغم انه لم يفرق معه وجود هذا المشروع من عدمه فهو شخص واثق في ذاته وابداعاته لكنه احب اصراري ومحاربتي من اجله واخبرني انني املك جزء من شخصيته رغم صغر سني وان عنادي وانا احكي له ذكره بأيام المعافرة وطلب مني الاستمرار في هذا العند الفني لأنه هو السلم الوحيد للوصول اذا رغبت فيه .. اخبرني ان الحياة ليست وردية ولكنها في نفس الوقت سهلة المنال وان الفارق الوحيد في الوصول هو ان اقرر فاكتب قراري ثم اراه في خيالي لأفتح له أبواب التحقق وكان يجعنلي احلم باي شيء ولو بسيط ثم اقرر واكتبه امامي واصدقه وبالفعل كان يتحقق انها النظرية التي تتحدث حاليا عن انجذاب الطاقة لأحلامنا ولكنه كان يعلمها لي عمليا وليس كلام نظريا
كنت اظن ان باب حياة لينين الرملي سوف يغلق بمجرد غلق المشروع ولكنه لم يغلق ظل مفتوحا حتي مماته
بدء تفكيري يتغير أو بالمعني الاصح يترتب من خلال جلساته وحواراته مع كتاب ونجوم كبار في المجتمع كان الصوت عالي يعارض ويتعارض واذا انفعل يقف واذا فكر يصمت واذا لم يعجبه الحوار يشعل سيجارة ويضحك ضحكة ساخرة وفي كل جلسه عقلي يخبرني انه سوف يخسر هؤلاء العظماء ولكن في النهاية اري التقدير والحب وتحديد موعد جديد معه, جلست مع كتاب وفنانين وسياسيين ورجال اعمال والجميع كان يشفق علي راسي التي تمتلئ بكل هذه الثقافات والأفكار المتضاربة ويخبروني ان عقلي الباطن اصبح شريط سينمائي يحمل احداث واقعية وحقيقة من السبعينات الي القرن الحادي والعشرين
وفي الحقيقة لم اركز ابدا في هذه الآراء بل تركت عقلي ان يتحول الي إسفنجة وان يمتص كل هذه التناقضات الثقافية حتي أصبحت مثقفه من خلالهم فهم الكتب التي قرؤها وحللوها ونقدوها بل وقدموا لي الخلاصة
أصبحت اهتماماتي مختلفة حتي ذهابي الي المكتبة لشراء كتاب اصبح نوع الكتاب مختلف من رواية رومانسية الي كتابات عن الملك فاروق ومصر القديمة حتي شخصيتي لم اعد الفتاة التي تتحدث مع صديقتها عن توافه الحياة وفقا لمرحلتنا السنية
وبدء الباب الثاني يفتح لي هو باب المسرح الفعلي والعملي ورايته هذه المرة كمخرج بل وادخلني كممثلة وبعد وقت أصبحت مساعدته في الإخراج وهو اول من علمني الوقوف علي خشبة المسرح كمساعد مخرج وعلمني كيف اقسم الصفحة وكيف اكتب الحركة وكيف اصنع علامات أتذكر بها توافق الحركة مع الكلمات كان حين يرسم الخطوة للممثل يذكر سببه حتي يربطها بالمنطق فالمنطق هو المحرك الوحيد لكل احداث لينين الرملي
نعم فلقد ورثت منه الإصرار والعند ومن حقي ان ارث لأنه ابويا الذي تبناني فكريا وانسانيا ورثني ان افتح زوايا الرؤية حتي استطيع ان أعيش بلا امراض علمني ان اخلق مبرر حتي لو لم يكن حقيقي لمن حولي حتي تستمر الحياة في حالة غلاوتهم علمني ان أكون جبروت ولكن في الحق فقط فحب من حولي كنز اغلي من كل كنوز
كل هذه الكتب والاجيال والاحداث التي مر بها عقل لينين الرملي كل المراحل التي طورت وبدلت تفكيره وكونت عقله ضاعت حينما زاره الزهايمر هذا الملعون الذي دمر اعظم الكتاب لكنه ترك اطيب واحن انسان فقط مسح الزهايمر كل ماضي لينين الرملي وترك لي طفل برئ متسامح لا يفكر في شيء يضحك طوال الوقت يستشعر بالنسيم والهواء العليل ودفئ حرارة الشمس .. يستمتع بتذوق الطعام والطبيعة الخلابة فالأطفال لا يقدرون أزمات الحياة ولا يستوعبون السياسة والحروب والصراعات… ولا جحود البشر ولا رغباتهم حتي انا ابنته التي رباها كان عندما تسقط عينه علي عيني يبتسم ويسالني ” وانتي كويسه دلوقتي ” دون ان يذكر اسمي
رحمة الله علي من علمني الفن والحياة — نجوي ابراهيم
Yes, Art Factory Media – AFM Produce 3D Animations Videos